تعتبر ظاهرة فساد الشباب التي تورث فساد الأخلاق ظاهرة خطيرة جدا وخطورتها تغزوا كافة الأنحاء وتلقي بظلالها على كل الأفراد وعلى المجتمع وعلى الدولة وفساد الشباب الأخلاقي يعرف بأنه فقدان الشباب لكافة القيم والمبادئ الأخلاقية والإسلامية وقيامهم بكل ما هو منافي للآداب العامة والآداب الإسلامية والفساد الأخلاقي للشباب وحتى الشابات ليس عام وشاملا بل هناك فئة شابة واعية ومدركة لخطورة الامر ولا ينطبق عليها صفة الفساد الأخلاقي على عكس شريحة كبيرة أخرى من الشبان والشابات ولكن هذا الانحلال وهذا الفساد لم يأتي في ليلة وضحاها ولم يأتي من العدم بل جاءت نتيجة ظروف معينة وكان له مصادر مغذية سببت له تخمة حتى خرج عن السيطرة . أسباب الفساد والانحلال الأخلاقي للشباب والشابات
1- سوء التربية الأسرية للأبناء وفشلها الذريع في تطوير نفسها لتتلاءم مع مراحل عمر الأبناء 2- ابتعاد الأهل عن التربية الدينية للأطفال وهذا سبب لهم بعدا عن مبادئ الإسلام وعن تعاليمه وقيوده 3- غياب القدورة الحسنة داخل الأسرة مثلا ان كان رب الأسرة غير متمتع بأخلاق عالية وغير متقيد بالآداب العامة والتقاليد وإحكام الإسلام لن نجد أبناؤه وبناته ملتزمون بهذه القيم والمبادئ الأخلاقية والدينية إلا نادرا جدا وبدافع فردي من الشخص ذاته 4- عدم اكتراث الأهل لأخطاء الأبناء وعدم إيجاد أسلوب عقابي رادع لهم مما سبب ان خروج الامور عن سيطرة الأهل 5- غيار التوعية والإرشاد المدروس من قبل الأهل وفقدان لغة الحوار الأسري مع الأبناء بل نجد أحيانا من يغلب لغة الصراخ والضرب ويتعامل مع الأبناء على أنهم عبيد لديه بدلا من ان يكون صديقا لهم 6- التفكك الأسري وعدم وجود رابط وحضن الأسرة الدافئ الذي يلم شمل كافة الإفراد والتفكك الأسري عامل قوي جدا لفساد الأبناء فهو يلقي بهم في فم الذئب دون ان يكترث وتتعاظم المشكلة ان تطور التفكك الأسري إلى طلاق كامل بين الوالدين وهنا تقع الكارثة الكاملة وطبعا تقع على الأبناء 7- التطور الهائل في التكنولوجيا والاتصالات حيث أصبح بمقدور الشاب ان يدخل متاهات كثيرة متوفرة له مثل الانترنيت بمغرياتها التي لا تنتهي والمحطات الفضائية التي لا تحترم لا دين ولا عرف والانتشار الهائل للمواقع الإباحية والمحطات الفضائية الإباحية ساهم بقوة في فساد الشباب وللأسف لا رقيب ولا محاسب 8- الثراء يعتبر عامل قوي لفساد الشبان والشابات فالثراء يسهل للشاب الحصول على كل ما يرغب به دون بذل أي جهد بل أكثر من ذلك الثراء يسهل دخول الشاب لعالم المغريات الفاسد وطبعا الأهل لا يريدون حرمان أبنائهم من شيء بل يمدون لهم اليد للنهاية ولا يدركون أنهم يقودون أبناؤهم إلى الهلاك الأخلاقي 9- أيضا الفقر يعتبر عامل فساد قوي حيث يهرب منه الشباب والشابات ويلقون بأنفسهم في التهلكة ليهربوا من الفقر والفقر يدفعهم لارتكاب الكثير من الأخطاء والانحلال الأخلاقي 10- فساد المجتمع والبيئة القريبة من الشبان والشابات تساهم بقوة في فسادهم فان كان الشاب يعيش في حي فيه الكثير من الشبان المنحرفون الفاسدون لا محال سيتأثر بهم وهم أصلا لن يتركوه بحاله بل سيحاولون جذبه إليهم 11- ضعف المناهج التربوية من ناحية التربية الأخلاقية للشبان منذ نعومة أظافرهم وعدم تحلي الكوادر التعليمية بأي مسؤولية تجاه هذا الامر
والآن ماذا نفعل ؟؟؟
صحيح ان المشكلة كبيرة ولكن يمكن لنا ان نعدل قواعد اللعبة وان نحرف المسار وان نعيد شباننا وشاباتنا إلى طريق الصواب فقط علينا ان نمتلك عدة أمور وهي الرغبة الصادقة بالتعديل والإرادة الكبيرة القادرة على التحمل والفكر والوعي السليمين والمدركين لإبعاد المشكلة وعند توفر الإدراك لخطورة الامر يمكن ان نحقق الكثير فيه وببساطة يكفي ان ننظر بتمعن في أسباب انحلال الأخلاق وفساد الشباب حتى ندرك الحلول لهذه الظاهرة كل سبب للفساد نعكسه فيتحول إلى حل وعلاج ورادع لفساد الشباب واعلموا ان الجيل الفاسد لن يورث إلا جيل فاسدا أخر وكلما بدأنا العمل مبكرا كلما كانت نتائجنا المرجوة أفضل .