أحببت أخوتي الكرام أن أخبركم بهذه القصة التي حدثت مع أخ لي منذ أيام.. و التي كلما تذكرتها.. غلبني الصمت برهة من الزمن.. ذهب أخي مع صديق له إلى أحد الأماكن الحكومية لإنجاز أمر ما .. و هناك كان على صديق أخي أن يملأ استمارة لطلبه .. إلا أنهما لم يكونا حاملين لقلم معهما .. فالتفت أخي و رأى صبياً ربما لا يزيد عمره عن الثانية عشر و كان لديه قلم.. فاستأذنه أخي في استخدام قلمه.. فوافق الصبي و مد يده لإعطائه القلم و ما لبث أخي أن يأخذ القلم حتى سحب الصبي يده.. فاستغرب أخي هذا الفعل منه .. فنظر إليه الصبي و قال .. أعطيك القلم و لكن بشرط.. فزاد تعجب أخي.. فقال له ماذا تريد؟... مالاً... قال الصبي لا.. و لكن أمر آخر فوافق أخي و لكن الصبي أصر أن يأخذ من أخي وعدا بتنفيذ شرطه.. و بعد أخذ و رد قال له أخي حسنا ماذا تريد؟.. أتدرون ماذا قال له ذلك الصبي؟!!.. قال له أعطيك القلم بشرط أن تحضر اليوم محاضرة في المسجد الفلاني بعد صلاة العشاء....
لقد تعجبت لهذه القصة.. و مازلت كذلك.. يالنباهة هذا الصبي ووعيه.. فعلا أحسن أهله تربيته.. و لكن القصة لم تقف عند هذا الحد.. فبعد أن أخذ منه أخي القلم ... و أعطاه لزميله.. عاد للصبي و جرى بينهما حوار صغير .. كان مما جاء فيه على لسان ذلك الصبي.. ماذا نريد من هذه الدنيا الفانية .. و ان حضور مثل هذه المحاضرات أجر كبير.. صدقوني بعد هذه القصة تخيلت أن عمر ذلك الصبي أكبر من عمر أخي.. حتى و لو كان الواقع غير ذلك...